قال الرئيس السوري بشار الأسد إن ما تتعرض له بلاده يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد قوله -خلال استقباله تشاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني في دمشق السبت- أن سوريا ماضية في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة.
وبدوره أعرب تشاي عن قلق بلاده من تصاعد الأوضاع في سوريا، داعياً جميع الأطراف إلى وقف العنف ضد المدنيين، والدخول في الحوار للتواصل إلى خطة سياسية شاملة.
وأضاف المسؤول الصيني أنه "في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن لسوريا أن تجري إصلاحا سياسيا شاملا، بعبارة أخرى، تدعو الصين إلى وقف فوري لأعمال العنف، وندعو جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى خطة سياسية شاملة، وآلياته المعنية".
وأعرب المسؤول الصيني عن تمنياته بأن يجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سوريا، وأن تجري انتخابات برلمانية في المرحلة القادمة بصورة سلسة، مؤكدا أن الصين صديق لجميع أبناء الشعب السوري وترى أن أي دولة لا يمكنها أن تحقق التنمية ورفاهية الشعب في حالة غياب الاستقرار.
وكان تشاي قال -في وقت سابق اليوم- إن موقف بلاده الموضوعي تجاه سوريا ينطلق من مصلحة الشعب السوري، وذلك في معرض تبريره لاستخدام بلاده حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار يدين سوريا في مجلس الأمن.
كما قال إن بلاده تفضل التوصل إلى حل للأزمة السورية في إطار جامعة الدول العربية يؤدي إلى وقف العنف.
وكان الأسد قد حدد -في مرسوم تشريعي أصدره الأحد الماضي- يوم 26 من الشهر الجاري موعدا للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد.
اجتماعات مع المعارضة
وقالت السفارة الصينية إن تشاي عقد اجتماعات منفصلة في سفارة بلاده بدمشق مع ثلاث شخصيات معارضة، هم قدري جميل ولؤي حسين وحسن عبد العظيم، لكنها لم تعط أي تفاصيل عما دار في الاجتماعات.
إلا أن حسين -وهو رئيس "تيار بناء الدولة" المعارض- قال إن المعارضين قالوا للمبعوث الصيني إن معظم المعارضة السورية تقبل الحوار إذا كان الحوار جادا ومسؤولا، بما يعني أن السلطات السورية ستنفذ ما يُتفق عليه، لكن المشكلة في الحوار هي أن السلطات فقدت مصداقيتها.
وقال حسين إن نائب وزير الخارجية الصيني أكد أن استخدام بلاده (الفيتو) جاء لمنع التدخل الخارجي في سوريا.
وقال حسين "طالبنا من الموفد الصيني أن ينقل إلى حكومته طلب تأمين ممرات إنسانية آمنة للمنظمات السورية، وليس الدولية، لإيصال مساعدات غذائية وطبية إلى المناطق المنكوبة في سوريا".
وأضاف "نقلنا إلى نائب وزير الخارجية الصيني طلباً بوجوب وقف العمليات العسكرية فوراً، والدخول في العملية السياسية، ولابد أن تكون الخطوة الأولى من السلطة ونحن سوف نلاقيها بخطوات"، مشيراً إلى أن "المعارضة السورية بكل قواها تقبل الحوار".
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد -الذي شارك في اللقاء- "نقلنا إلى المسؤول الصيني أن النظام يفوّت الفرصة تلو الأخرى للحل السياسي في البلد".
وأضاف أكدنا -خلال الحوار- أن الوضع الأمني يدخل البلاد في مأزق العنف من السلطة الذي يقابله العنف من قبل المسلحين، وبذلك يدخل البلد في منزلق خطير.
وتأتي جولة نائب وزير الخارجية الصيني في عدد من الدول العربية بينها سوريا قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في تونس يوم الجمعة المقبل.
وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس إن روسيا والصين دُعيتا إلى اجتماع ستشارك فيه دول عربية وغربية إضافة إلى تركيا. ولن يكون المجلس الوطني السوري ممثلا رسميا في المؤتمر، وفق ما قاله الوزير التونسي.