سلت ايران بوارج الى البحر المتوسط ل»اظهار قوة» الجمهورية الاسلامية في وقت بلغ التوتر مع اسرائيل ذروته على خلفية الازمة النووية الايرانية والهجومين الاخيرين على سفارتي اسرائيل في الهند وتايلاند. واعلنت الدولة العبرية انها تتابع «من كثب» هذه العملية، وهي الثانية من نوعها منذ الثورة الاسلامية العام 1979 بعد عملية اولى في شباط 2011. واعلن قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية ان سفنا حربية ايرانية دخلت أمس البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس. ولم يذكر سياري تفاصيل عن عدد وطبيعة السفن المشاركة في هذه العملية، مكتفيا بالقول انها تهدف الى «اظهار قوة جمهورية ايران الاسلامية».
والسفن التي عبرت قناة السويس أمس قد تكون المدمرة شهيد قندي وسفينة التموين خارك اللتين اعلنت الصحف الايرانية مطلع شباط انهما ستتوقفان لايام في مرفأ جدة السعودي. وخلال المهمة الاولى للبحرية الايرانية في المتوسط في شباط 2011، توجهت بارجتان هما خارك والفرقاطة الوند الى سوريا، وتحديدا الى ميناء اللاذقية قبل ان تعودا الى البحر الاحمر ثم الى ايران.
وصرحت مسؤولة في وزارة الخارجية الاسرائيلية أمس «سنتابع عن كثب تنقل السفينتين للتحقق من انهما لن تقتربا من السواحل الاسرائيلية»، رافضة اعطاء مزيد من التفاصيل. وتاتي المهمة الايرانية في المتوسط في وقت تصاعد التوتر بين اسرائيل وايران على خلفية برنامج طهران النووي والهجومين الاخيرين على سفارتي اسرائيل في الهند وتايلاند واللذين نسبتهما الدولة العبرية الى ايران.
في سياق آخر، رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ونظيرتها الاميركية هيلاري كلينتون بتوجيه ايران رسالة تبدي فيها استعدادها لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي. وقالت اشتون «من الجيد ان تكون هذه الرسالة قد وصلت» وذلك في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، متحدثة عن تلقي رسالة من كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي تؤكد استعداد طهران للتباحث. واضافت «من الممكن ان تكون ايران مستعدة لاجراء محادثات. سنواصل التباحث للتاكد مما اذا كان ما نراه صحيحا حقا» وتابعت «اشعر بتفاؤل حذر في هذا الصدد».
وقالت كلينتون في حضور اشتون «انها بادرة مهمة»، في اشارة الى رسالة جليلي. واضافت «كما قالت رسالة كاثرين اشتون في تشرين الاول، فان اي تفاوض مع ايران ينبغي ان يبدأ بتشاور حول برنامجها النووي ويبدو ان الرد الايراني على رسالة كاثرين اشتون يقر بذلك ويقبل به». واضافت كلينتون «علينا ان نتأكد من اننا اذا قررنا التقدم (نحو استئناف المفاوضات)، سنشهد جهدا تدعمه ايران للعودة في شكل منتظم الى طاولة المفاوضات حتى نتوصل الى حل يقوم على احترام ايران لالتزاماتها الدولية».
من جانبه، حذر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ من نشوب حرب باردة في الشرق الأوسط بسبب البرنامج النووي الإيراني. وقال ان هذه الحرب الجديدة في حال نشوبها ستكون أكثر خطورة من الحرب الباردة بين الشرق والغرب خلال القرن الماضي. وأضاف في مقابلة مع صحيفة الدايلي تيليغراف البريطانية نشرت أمس، «إذا تمكنت إيران من الحصول على مقدرات عسكرية نووية، اعتقد ان دولا اخرى في الشرق الاوسط سترغب في إنتاج اسلحة نووية». وأعرب هيغ عن اعتقاده بأن «التهديد بحرب باردة جديدة في الشرق الاوسط سيكون كارثة على العالم».