نيقوسيا (ا ف ب) - بحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس مع الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس خلال اول زيارة يقوم بها الى قبرص مسألة التعاون ولاسيما على صعيد الطاقة بين البلدين الجارين لكن الفتور ساد علاقاتهما فترة طويلة.
وقال نتانياهو في تصريح صحافي "نريد استكشاف تعاوننا على صعيد الطاقة"، معربا عن "سعادته الكبيرة" للقيام بهذه "الزيارة التي تأخرت كثيرا".
واكد الرئيس كريستوفياس "نحن مستعدون للحديث عن تطوير علاقاتنا، لدينا مصالح مشتركة في كل الميادين الصحية والتعليمية والسياحية والثقافية والاقتصادية".
وقد اكتشفت اسرائيل وقبرص احتياطات كبيرة من الغاز في اعماق البحر المتوسط الذي يفصل بينهما وهما تنويان معا انشاء بنى تحتية تتيح امداد الاسواق الاسيوية والاوروبية.
وتجسد التقارب بين قبرص واسرائيل بالتصديق في كانون الاول/ديسمبر 2010 على معاهدة تحدد المناطق الاقتصادية الحصرية لكل منهما، حتى تتجنبا بذلك تضارب المصالح في استثمار الموارد المتجاورة.
وتحدث نتانياهو عن "فرصة كبيرة" للبلدين، وقال ان محادثاته في قبرص تمحورت حول تعاون اقليمي ممكن مع بلدان اخرى وامكانية بناء خط لانابيب الغاز نحو اوروبا عبر قبرص او مصنع للغاز الطبيعي المسال.
واكد نتانياهو "لم نتخذ قرارا متعلقا بخط انابيب مشترك للغاز، لكننا ناقشنا هذه الامكانية ... سنرى هل هذا واقعي ام لا". واضاف "سنبحث المسألة المتعلقة بمنشآت الغاز الطبيعي المسال، وهذا يمكن ان يتم في اتجاه اوروبا عبر قبرص او في اتجاه آسيا عبر اسرائيل".
ومهد اكتشاف حقول الغاز الطريق لتجديد العلاقات الاسرائيلية-القبرصية، فيما تشهد علاقات الدولة العبرية فتورا مع تركيا، منذ قتل عناصر كومندوس اسرائيليون تسعة من الرعايا الاتراك كانوا يحاولون كسر الحصار المفروض على غزة على متن السفينة مافي مرمرة في ايار/مايو 2010.
واحتجت تركيا التي تحتل منذ 1974 الجزء الشمالي من قبرص، على عمليات التنقيب التي اجريت قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة المقسومة، بحجة ان السلطات القبرصية اليونانية التي تسيطر على جنوب الجزيرة لا تستطيع وحدها استثمار الموارد الطبيعية للجزيرة بكاملها.
وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية الخميس ان قبرص طلبت مساعدة البحرية الاسرائيلية للدفاع عن حقول الغاز القبرصية حيال تهديدات تركيا.
لكن نتانياهو الذي رد على سؤال صحافي في هذا الشأن قال في نيقوسيا انه "حريص على تطوير علاقات سلمية من اجل مصلحة وازدهار بلدينا والمنطقة برمتها". واضاف "ليست لدينا دوافع اخرى او دوافع مخفية".
واكد الرئيس كريستوفياس من جانبه ان "جمهورية قبرص لا تهدد احدا ... لسنا نحن من يهدد تركيا، بل تركيا هي التي تهددنا. المشكلة هنا، وليس في التعاون بين قبرص واسرائيل".
واعلنت قبرص الاثنين انها اطلقت مجموعة ثانية من المزايدات لمنح شركات جديدة حق التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة على رغم معارضة تركيا عمليات التنقيب هذه.
ودعا كريستوفياس "المجموعة الدولية وخصوصا الاتحاد الاوروبي الى ان تبعث برسالة قوية الى تركيا لحملها على التوقف عن انتهاك... القانون الدولي".
وخلال زيارة نتانياهو، وقع البلدان اتفاقا ثنائيا في مجال عمليات البحث والاغاثة، كما ذكرت وكالة الانباء القبرصية.
وقرر ناشطون من مجموعتي الجزيرة التظاهر مساء احتجاجا على زيارة نتانياهو والتعاون بين البلدين.