بعد مرور ما يقرب من 7 شهور.. وجلسات تخطت الأربعين.. وآلاف الدولارات انفقت على ذهاب ومجيئ المتهمين.. وحراسة وتأمين وصخب إعلامي.. واشتباكات ووقفات ومظاهرات في بداية المحاكمة.. وهدوء ومكان خالي إلا من جنود الأمن المركزي في نهاية جلساتها.. ينتظر الجميع كلمات تخرج من فم المستشار احمد رفعت.. تتوقف معها نبضات قلوب.. وتستقر بها نبضات أخرى.. في الحكم على أشهر متهم في تاريخ مصر.. الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
فقد أعلن رئيس قضاة محكمة جنايات شمال القاهرة ان موعد النطق بالحكم في قضايا الاتهام الموجهة للرئيس المخلوع، ونجلاه علاء وجمال، وصديقه الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، سيعلن الاربعاء المقبل.
الحكم الذي ينتظره الجميع، تحيط به الشكوك، ففريق يرى أن المحاكمة بشكلها الحالي لا تمت للمحاكمة السياسية بصلة، ولا تعبر عن مطالب الثورة الحقيقة، ولن تحقق أي ترضية للثوار، أو للشعب عمومًا.
وفريق آخر يرى أن المحاكمة يجب ان تسير بشكل قانوني صحيح أيا كانت النتائج، فكيف يحق المطالبة بتطبيق القانون في كل الأحوال، ولا يتم تطبيقه في قضية سيسجل حكمها في التاريخ، كأول محاكمة لرئيس مصري.
مبارك، وأعوانه يحكامون منذ الثالث من اغسطس الماضي بتهم القتل العمد والاثراء غير المشروع واستغلال النفوذ والإضرار بأموال الدولة عمدا لموافقته على تصدير الغاز لاسرائيل باسعار تقل عن الاسعار في السوق الدولية، وستستمع الأربعاء المقبل لدفاع المتهمين وفي اخر الجلسة سيعلن عن موعد النطق بالحكم الذي سينطق به المستشار احمد رفعت.
المستشار احمد رفعت، كلمة السر في تلك القضية، والذى يؤدي دوره بشكل أثار اعجاب كثيرون خلال الشهور الماضية، فهو واحد من أشهر قضاة مصر، فقد حكم في قضية التنظيم القطبى والتى اتهم فيها قيادات كبرى بجماعة الاخوان من بينهم محمود عزت وعصام العريان : وأصدرت المحكمة حكمها بالافراج عنهم، ونظر نظر قضية بنك مصر اكستريور، المتهم فيها عبد الله طايل،رئيس مجلس الإدارة السابق، ونظر قضية الإماراتى قاتل فتاة مصر الجديدة، التى تنحى عن نظرها لاستشعار الحرج، كما تنحى عن التحقيق مع المستشارين هشام البسطويسى ومحمود مكى عام 2005 ، نائبى رئيس محكمة النقض، بتهمة التشكيك فى بعض القضاة، ودائما ما يقول فى حيثيات أى قضية: '' انا أحكم من خلال الأسانيد والأوراق والبراهين والرأى العام لن يعفينى عند مقابلة رب كريم''.
فالرجل تاريخه معروف، وأحكامه في عز فساد النظام السابق لم تتغير، وهو ما يجعل مبارك يشعل بالقلق، ويجعل ''كلمات'' احمد رفعت أشبه بالكابوس الذي يطارده، في كل وقت، ف''رفعت'' قد استمع لمئات المحامين، وقرأ أوراق تحقيقات النيابة التي تعدت 50 ألف ورقة، وأعطى الفرصة للجميع للحديث، ويبقى في النهاية الحكم الذي سيأخذ فصلا كاملا في كتب التاريخ في السنوات المقبلة.