واصل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل شهادته على عصر الرئيس السابق حسني مبارك كاشفا عما دار بين الرئيس السابق وصديقه بنيامين بن اليعازر ، بعد أيام من تنحيه عن حكم مصر.
وقال هيكل في الحلقة الخامسة عشرة من كتاب ''مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان'' التي تنشرها جريدة الشروق في عددها الصادر صباح الخميس:'' ''الرئيس السابق اشتكى لصديقه الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر ، من تخلى أمريكا عنه في أصعب المواقف، وأنها ستندم على ذلك فيما بعد على تنكرها له''.
وأضاف هيكل -أنه رفض عرض مبارك في العلاج على نفقته، لكنه قال: ''كلام الرجل –أي مبارك- يعبر عن اهتمام واضح بأمري، وهذا يستحق اعترافًا بفضله''.
ووفقا لما جاء في كتاب هيكل، فإن مبارك قال له: ''لا بد أن تسافر فورًا إلى أمريكا، وتستكمل علاجك هناك، لأن صحتك ليست مهمة لك فقط، ولكن للبلد، فأنت أديت خدمات كبرى للشعب، ودورك في الحياة العامة يشهد لك''.
هنا وجه هيكل الشكر لمبارك، وقال له: ''أنا متأثر باهتمامك، وشاكر لفضل سؤالكم.. لكن أحوالي الصحية والحمد لله طيبة، وأنتم تفضلتم بالسؤال عنى قبل ذلك 3 مرات وقت وجودي للعلاج في أمريكا''.. لكن مبارك قاطعه قائلا: ''لا، لا، هذا المرض لا يعالج مرة واحدة، واسمع منّى، لأن صحتك مسألة مهمة، ولابد أن تعود لأمريكا لتستكمل علاجك..لكن تذكر أن تكاليف العلاج هناك نار، مهما كانت مقدرة صاحبها، وهذه المرة تكاليف علاجك ليست على حساب الدولة، أو الأهرام، وإنما من عندي شخصيا، وبيني وبينك مباشرة دون غيرنا''.
كان رد هيكل بالنفي، وقال: ''سيادة الرئيس أرجوك، الدولة لم تتحمل عنى نفقات علاجي في أي وقت، والأهرام كذلك''. لكن مبارك قاطعه قائلا: ''محمد بيه.. المرض مالوش كبير.. والسرطان مش لعبة.. وعلاجه مكلف وفى أمريكا بالذات تكاليفه ''ولعة'' ونحن جرّبنا ذلك في حالة سوزي''. وكان يقصد سوزان مبارك.
وبعد إصرار على الرفض، قال هيكل لمبارك: ''سأعتبر عرضكم لىّ نوعا من الاحتياطى الاستراتيجي، ألجأ إليه إذا احتجت''. وهنا رد مبارك: ''يعنى إيه احتياطى استراتيجى؟''، فأجابه هيكل: ''سيادة الرئيس.. هل أنا الذى سأشرح لك معنى احتياطي استراتيجى، فأنت بخلفيتك العسكرية تعرف ذلك أكثر منّى''، لكن الرئيس السابق قاله له: ''ده كلام جرايد.. لا يودى ولا يجيب''.
وانتقل هيكل للحديث عن الساعات الأخيرة في عهد مبارك، قائلا: ''الذين وضعوا استثماراتهم المهولة على مبارك، كانوا أسرع الجميع إلى التخلي عنه بعد أن تجلى إصرار كتل الجماهير وطلائع الشباب معًا، على أن الشعب يريد إسقاط الرئيس، وكانت أمريكا أول من سحبوا استثماراتهم على مبارك، وكان تصميمهم على أن مصر لا يجب أن تضيع من أيديهم مرة أخرى، هو رهانهم الحقيقي.. وهنا كانت الصدمة الكبرى لمبارك''.