الجواب:
الحمد لله
وردت كلمة الملأ الأعلى في القرآن والسنة
فقال الله تعالى في سورة ص : ( مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ(69)إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ(70)
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير الآية وقوله: { ما كان لي من علم بالملإ الأعلى } يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لمشركي قومك: {ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون} في شأن آدم من قبل أن يوحي إلي ربي فيعلمني ذلك, يقول: ففي إخباري لكم عن ذلك دليل واضح على أن هذا القرآن وحي من الله وتنزيل من عنده, لأنكم تعلمون أن علم ذلك لم يكن عندي قبل نزول هذا القرآن, ولا هو مما شاهدته فعاينته, ولكني علمت ذلك بإخبار الله إياي به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك :
.. عن ابن عباس , قوله: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} قال: الملأ الأعلى: الملائكة حين شووروا في خلق آدم, فاختصموا فيه, وقالوا: لا تجعل في الأرض خليفة.
عن السدي {بالملإ الأعلى إذ يختصمون} هو: {إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30]
عن قتادة, قوله: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى} قال: هم الملائكة, كانت خصومتهم في شأن آدم حين قال ربك للملائكة: {إني خالق بشرا من طين} ..
وأما من السنة فقد جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( في كلام الله له في المنام ) يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملأُ الأَعْلَى .. قَالَ فِي الْكَفَّارَاتِ ، وَالْكَفَّارَاتُ الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَالْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ
الترمذي 3157 وهو في صحيح الجامع 59
قال المباركفوري رحمه الله في شرح الحديث ( فيم ) أي في أي شيء ( يختصم ) أي يبحث ( الملأ الأعلى ) أي الملائكة المقربون ، والملأ هم الأشراف الذين يملئون المجالس والصدور عظمة وإجلالا ووصفوا بالأعلى إما لعلو مكانهم وإما لعلو مكانتهم عند الله تعالى . واختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى إثبات تلك الأعمال والصعود بها إلى السماء وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل .. وإنما سماه مخاصمة لأنه ورد مورد سؤال وجواب وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة عليه . والله تعالى أعلم