طهران، واشنطن – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز - أعلنت إيران امس، استعدادها لتصدير الوقود النووي الى الخارج، في تحدٍ واضح لمطالب الغرب بوقف تخصيب اليورانيوم. تزامن ذلك مع فرض واشنطن مزيداً من العقوبات عليها، ما دفع برنامج «سويفت» للتحويلات المالية الى اعلان استعداده لوقف تعامله مع ايران.
في مقابل ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان رد إيران على القوى الكبرى يقر ويقبل في ما يبدو بأن أي محادثات يجب أن تبدأ بمناقشة برنامجها النووي. وأضافت انه إذا استؤنفت المحادثات فإن القوى الكبرى، بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة، يجب أن تتأكد من أن إيران ستأتي الى طاولة المفاوضات وهي على استعداد للحوار الى أن تمتثل لالتزاماتها الدولية.
لكن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي مع كلينتون ابدت «تفاؤلا حذرا» بشأن استئناف المفاوضات مع ايران. وقالت: «من الجيد ان تكون هذه الرسالة قد وصلت» من كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي تؤكد استعداد طهران للتباحث.
واضافت «من الممكن ان تكون ايران مستعدة لاجراء محادثات. سنواصل التباحث للتاكد مما اذا كان ما نراه صحيحا حقا» وتابعت «اشعر بتفاؤل حذر في هذا الصدد».
وجدد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا تحذيره من أن أميركا لن تتسامح مع امتلاك إيران سلاحاً نووياً. وقال في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع (البنتاغون) مع نظيره الألماني توماس دو ميزيير: «أوضحنا بالكامل أننا لن نتسامح مع امتلاكهم (الإيرانيين) سلاحاً نووياً، وأوضحنا أيضاً أنه لا ينبغي أن يغلقوا مضيق هرمز».
وأشار إلى أن المجتمع الدولي توحّد في شكل فعّال في فرض عدد من العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية على إيران التي «عليها اتخاذ خطوات للإنضمام إلى المجتمع الدولي والإنخراط معه بطريقة نأمل بأن تحل هذه القضايا».
وتطرّق بانيتا إلى الرسالة التي بعثت بها إيران إلى الاتحاد الأوروبي وأعربت فيها عن الاستعداد لاستئناف المحادثات حول ملفها النووي، وقال: «هذه الرسالة هي الشيء الذي نحتاجه للتشاور مع مجموعة خمسة + واحد (الدول الست المعنية بالملف الايراني)، وتحديد ماهية الخطوات المقبلة التي ينبغي اتخاذها».
ولفت الى ان الولايات المتحدة لطالما أكدت أن المحادثات مع إيران أمر مرغوب فيه طالما أنها ستكون بنّاءة. وكما أكد الرئيس (باراك أوباما)، هناك وقت ومساحة للديبلوماسية، ولكن على إيران أن تنفذ واجباتها الدولية وأن تنخرط في شكل صادق وبنّاء للوصول إلى حل ديبلوماسي».
وارفقت وزارة الخزانة الاميركية قرارها بفرض مزيد من العقوبات على طهران، باتهام وزارة الاستخبارات والامن الايرانية بـ»انتهاك الحقوق الاساسية للمواطنين الايرانيين وتصدير ممارساتها الوحشية لدعم حملة النظام السوري ضد شعبه». كما اتهمت الوزارة ايران بـ «دعم مجموعات ارهابية بينها القاعدة في العراق وحزب الله (في لبنان) و(حركة) حماس» الفلسطينية.
في غضون ذلك، نسبت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) الى رئیس منظمة الطاقة الذریة فريدون عباسي، قوله: «في الظروف الراهنة لا تحتاج إيران الی شراء وقود نووي بتخصیب درجته 20 في المئة من خارج البلاد، بل باتت مستعدة لتصدیره الی الدول التي تحتاجه».
وأضاف عباسي أن إیران «تُعد الیوم دولة تتمتع بتكنولوجیا إنتاج وقود بدرجة تخصیب 20 في المئة، وبإمكانها تصدیره الی الخارج وتحت إشراف الوكالة الدولیة للطاقة الذریة».
وفي اسلام آباد، اعتبر الرئيس محمود احمدي نجاد، في مؤتمر صحافي بعد قمة جمعته مع نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والافغاني حميد كرزاي، ان «كل المشاكل تأتي من الخارج. من اجل تحقيق اهدافها وطموحاتها، لا تريد (القوى الاجنبية) لاممنا ان تتطور»، بدون ان يذكر اي دولة. واضاف ان «كل هذه القوى تتدخل في المنطقة. ونحن نعتقد بان كل مشاكل المنطقة يجب ان تحل على مستوى المنطقة».